منذ ثلاثة عشر قرنا وفي كل سنة ينبجس النداء العجيب داخل أعماق النفوس، ليؤثر غالبا في البسطاء، فيستجيب الذين هم في أقاصي البلاد المسلمة.
(لبيك، لبيك).
إنه هتاف الأرواح التي تقشعر عند سماع نداء هجرة ميمونة، فهو أشد غلبة من النداء العجيب الذي يتردد في غريزة بعض الأسماك ليقودها في هجرة تزاوج نحو بقعة ما بعيدة حيث تتم معجزة تحولها وتكاثرها.
في كل عام أيضا، يترك آلاف المؤمنين قطعانهم وحقولهم، ومتاجرهم أو خيامهم وينفصلون عن عائلاتهم للالتحاق بالرحلة المبرورة التي تقوم بها الأرواح المؤمنة.
في هذا العام وافق موسم الحج شهر أبريل، شهر البساتين المزهرة والنسيم العليل الذي ينثر على الأرض نوريات الورود وزهور شجر البرتقال، فيغمر السهل العنابي بعبقات بلسمية.
إن حجيج القطاع القسنطيني القادمين إلى عنابة، ليستقلوا الباخرة، كانوا عندما يمر بهم القطار خلال