هذا الأريج يشعرون بأنه نسمة من روح الجنة وريحانها، وبشرى بالرحمات لعباده المخلصين. فيزدادون بذلك إيمانا على إيمانهم وهم يرددون بين طرفي القطار بصوت واحد:(لبيك اللهم لبيك).
إن عنابة كانت تعيش في عرس وكانت تستقبل الحجيج الوافدين بالقطارات والذين كانت بواخرهم قد أرست. فينتشرون في المدينة للتزود بالزاد الذي يكفيهم للرحلة، أو للصلاة في المسجد.
وكثير من الحجيج تستضيفهم عائلات المدينة، حيث تتشرف بتقديم آخر الوجبات للمتوجهين إلى البقاع المقدسة.
فالحاج ليس ضيفا عاديا، لذا يجب أن تحفظ أصول الضيافة معه فحتى عجائز الدار المضيفة يخصصنه باستقبال حار مفعم بأجواء عائلية وكلهن حزن شديد لأنهن لم يفزن بسعادة (غسل عظامهن) بماء زمزم.