للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- إن شاء الله! إن شاء الله! ادع لنا عند قبر الرسول ..

- العام المقبل، إن بقينا أحياء.

- آه! كم أتمنى أن أموت هناك!

هذه العبارات البسيطة تكشف عما تكنه النفس المؤمنة من حنين إلى واد بعيد (واد غير ذي زرع)، حيث ترك إبراهيم ذريته لكي يعبدوا الله. هذا الوادي الذي يدعو إليه دائما، القلوب الرحيمة التي تشدها الهجرة المبرورة كل عام. وفي هذه اللحظات حينما يتبادل الناس مثل هذه العبارات، كم من أعين للشيوخ والعجائز تفيض بالدمع.

يقول قريب الحاج، وصاحبه، ومضيفه: (ادع لي، هناك).

وكل عابر سبيل يلتقي في طريقه بالحاج يحمله الدعاء الذي ينوء صاحبه بحمله.

في هذا اليوم، كانت عنابة تحتفل بالحجيج. وكانت الحركة غير عادية قرب محطة القطار، وعند المرفأ منذ اقتراب الباخرة.

كان الجو رائعا في المساء، وكانت ليلة متوسطية

<<  <   >  >>