بشرته الباهت الخاص بسكان مدن شمال إفريقية يكشف عن أصوله الحضرية.
كان يرتدي مئزرا طويلا يصل إلى الكعب ومنتعلا حذاء قماشيا ويضع فوق رأسه شاشية متآكلة وعليها دسم القرف، حيث تعكس ضوء المصباح. أخذ منه الشيخ المفتاح وهو يتمتم:
أنت مسكين يا إبراهيم، أنت لا تستشعر ذكرى والديك اللذين كانا مؤمنين تقيين. كانا يريدان أن تكون شيئا آخر غير الذي أنت عليه الآن.
وأردف الشيخ قائلا وهو يدخل المفتاح في القفل:
(ليحفظك الله. ادخل، ادخل) مخاطبأ السكير وهو يمد يده إليه لكي يساعده على تجاوز العتبة. دخل الشيخ معه إلى الداخل وكأنه يعرف تفاصيل المكان. كان يتحسس في الظلام بيديه، تناول علبة الكبريت وبزند عود منها أشعل شمعة وضعت فوق صندوق حانوتي. كان إبراهيم يتوسط المحل الذي كان دكانا للفحم.
وكانت تتدلى خيوط العنكبوت، من خشب السقف الذي لا يمكن التعرف من خلاله على طبقة