لاح الرضا على وجه إبراهيم، وبدا أكثر سعادة بهذه الإرشادات الأبوية التي رأى فيها تأييدا لمشروعه وفأل خير لنجاحه. لم يكن يخيفه قلة توفر المال، على ضيق الوقت، فذلك أهون لديه من الخوف من الصعوبات التي قد تعترضه عند مفاتحة العم محمد بالموضوع. ولشد ما كانت فرحته كبيرة عندما قبل هذا الأخير رغبة بكل يسر وقبل مساعدته في تحقيقها.
غادر إبراهيم وكله امتنان للشيخ ومخاطبا إياه بنبرة ممزوجة بالمزاح والجد في آن واحد:
- أما المحل فقد حلت مشكلته، فالمدير الجديد الآن بداخله. أريد أن أتركه لذلك المسكين الذي ينام فيه الآن. قد يجلب له الحظ إن شاء الله.
رد الشيخ على إبراهيم الذي ابتعد بضع خطوات:
- لا تنس ان تشتري لباس الإحرام.
كان هذا أحد الأمور التي نوى إبراهيم القيام بها خلال هذه الصبيحة. اتجه أولا إلى أحد باعة القماش، الذي قطع له أمتارا من نسيج قطني أبيض لتكون له لباسا للإحرام. هذا الرداء الذي يشده الحاج