للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخيرة لإبراهيم وهو يدفعه من كتفه نحو العبارة. بدأ قلب إبراهيم في الخفقان عند رؤية عمال المراقبة، فانتابه خوف شديد خشية ألا يجدوه مستوفيا للشروط لسبب أو لآخر، حتى إنه ارتعد لرؤية أحدهم وهو يتفحصه. أرعبته نظرات المراقب إليه فكاد يصرخ طالبا النجدة ليجتاز عائقا قد يمنعه من السفر. لم يبق لإبراهيم إلا خطوات من العبارة. تقدم وهو يردد دعاء في سره ثم توقف ليأخذ العم محمد في أحضانه ويودعه الوداع الأخير وهو يتلجلج:

- سأدعو لك يا عمي محمد عند شباك النبي. كان يعني ذلك السياج الذي يحيط بالضريح الشريف. كانت هذه أقدس خدمة يمكن أن يقدمها الحاج لغير الحاج بأن يدعو له باسمه وهو متعلق بالسياج. هذا السياج المهيب الذي تهفو إليه قلوب كل المسلمين بعبارات مفعمة بالأماني وبالإيمان. حضنه

الشيخ أيضا بشعور أبوي دون أن يقول كلمة واحدة. ثم التفت إبراهيم إلى صاحبه الذي صافحه للمرة الأخيرة وتناول منه قفة المؤونة، قال له صاحبه:

- لا تنسني يا أخي إبراهيم في دعواتك عند سياج النبي، فليرحم الله والديك.

<<  <   >  >>