جذب أحد المستخدمين إبراهيم من كمه حيث كان خلفه يتساءل عن هذا الحاج الغريب الذي لم يكن معه متاع غير قفة، ليشير إليه أنه يعيق المرور. استدار إبراهيم والخوف ينتابه، غير أن بشاشة ظهرت على وجه المستخدم بددت إحساسه بالخوف فاستغل الفرصة لكي يسلمه أوراقه، فأشار إليه بالصعود وقد ألقى نظرة فقط على صورة الشهادة وعلى السبحة التي تحيط بعنقه. شعر إبراهيم بالأمان وهو يمر من فوق العبارة التي اعتبرها منقذته من العالم المتوحش والخطير الذي تنصل منه.
عندما وضع رجليه على المركب شعر وكأنه تخطى عتبة عالم جديد، أطلق زفرة كلها رضا: الحمد لله!
رجع بمخيلته إلى أصدقائه، وإلى العم محمد وإلى صاحبه اللذين كانا يترقبا محياه من فوق المركب من أجل الوداع الأخير ...
انحنى إبراهيم على مترسة المركب، فرأى العم محمد وصاحبه يبحثان عنه بأعينهم، أشار إليها بيديه وصاح: عمي محمد! عمي محمد!.
لفت إبراهيم بصوته انتباه الرجلين، وانتباه طفل كان على المركب يوصل رزمة لأحد الحجاج. كان