شعره أشعث ورجلاه حافيتين يرتدي سروالا كثرت ثقوبه كغالبية أطفال بونة. هم الطفل بتفحص إبراهيم باهتمام، شيئا فشيئا، ظهرت دهشة الطفل على وجهه فانفجر ضاحكا وصاح في اتجاه إبراهيم الذي كان يتبع بعينيه الشيخ وصاحبه اللذين كانا يشقان الجموع ليقتربا من جهته:
يا بو قرعة، يا بو قرعة.!
انتفض إبراهيم لهذا الصوت وأخذ يبحث عن صاحبه ولما وجده بادره الطفل قائلا: - يا بوقرعة! أنت أيضا ستذهب إلى الحج؟.
اعتبر إبراهيم هذا السؤال فضولا من طرف الطفل أكثر منه وقاحة وقلة أدب واكتفى بالابتسامة، هذا الأخير دخل في حوار مع حاج مسن بدا وكأنه يريد أن يدفع له مالا لمساعدته على حمل متاعه، لكن الطفل رفض ورد عليه يده الممدودة بالمال، عند رؤية إبراهيم لهذا المشهد العفيف الذي صنعه الطفل حيال الشيخ، سامحه وغفر له ما صدر منه وعاد بانتباهه إلى العم محمد وصاحبه اللذين اقتربا من أسفل المركب. أعلن دوي الصفارة الأول عن قرب مغادرة المركب. علت ترانيم الحجاج مع صوت الصفارة التي غطت على