كل هذه الأمور التي ذكرتها وقعت بعد احتلال الجزائر بعامين. وأحدث الاستيلاء على عنابة قطيعة مطلقة بيني وبين الفرنسيين. ولم أعد أفكر منذ ذلك الحين، إلا في خلق أكبر عدد ممكن من العراقيل لمشاريعهم المقبلة، وفي هذا الصدد أمرت ابن عيسى بمحاصرة عنابة ومنع تموينها.
وقام الفرنسيون بتنصيب المملوك يوسف، وتعيينه على رأس فرسان البلد. أما ابراهيم الذي لجأ إلى الجبال، فإنه ظل يحاربني مدة عامين، كما كان يدير حربا عوانا على الفرنسيين. وأخيرا لجأ إلى المدية وتوفي فيها. (٢٢)
أما الباي مصطفى بومزراق الذي كان قد انضم إلى الفرنسيين في بداية الأمر، فإنه لم يلبث أن خانهم، وفي جميع البلدان المسيحية ولا يمكن أن أقطع العلاقات إلا إذا وجدت أسباب جدية للغاية. وإذا قدمت لكم اقتراحات جديدة، فأجيبوا عنها كذلك بتملص، وأوضحوا بأنكم من رعايا القسنطينية،، وبأنه لا يمكن أن تتفاوضوا إلا
(٢٢) - ورد في مذكرة من وزارة الحربية (المحفوظات الوطنية في باريس، ف ٨٠، ١٩٧٣)، انه مات مقتولا بتحريض من أحمد باي وان ابنه وقع نفسه تحت تصرف فرنسا.