وإذا وثقتم بي واتبعتم خطتي، فاننا نتجه إلى وادي مازفران، وعندها يقع أحد أمرين: إما أن يهاجم الفرنسيون مدينة الجزائر وإما أن يسيروا نحونا. ففي الحالة الأولى ننقض على مؤخرتهم فنأخذ مؤونتهم، ونهاجم قوافلهم فنقتل المتخلفين ونعمل على قطع الاتصال بينهم وبين مراكبهم، وهذه النقطة الأخيرة سهلة جدا لأن البحر يتغير ولا يسمح دائما بالنزول. أما إذا ساروا نحونا ليشنوا علينا الحرب، فإن واجبنا هو أن نتجنب المعركة ونجر جيوشهم إلى ميدان ملائم وبعيد عن مدينة الجزائر التي هي هدف مشروعهم.
وإنكم لا تجهلون كم سيفقد الفرنسيون من الجنود، أثناء ملاحقتهم لنا، نتيجة للحرارة، وفقدان الماء وانعدام العديد من الأشياء الأخرى التي تعودوا بها والتي لا يمكن أن تتسع لها مراكبهم، هذا بالإضافة إلى أننا نكون قد حافظنا على مدينة الجزائر. إذن، فرأيي هو الرجوع إلى الوراء.))
وأجاب صهر الباشا بحمية جاهلية وثقة مزهوة في نجاح الخطة، بأن عدم مجابهة العدو ليس من عمل الرجال الشهام، وأن الله لن يغفل عن مساعدة من سيهاجمون الكفرة عند نزولهم وهم به واثقون.