للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هم على مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي الأَصْل تأثروا بِسَبَب من الْأَسْبَاب بِأَهْل الْكَلَام فِي بعض القضايا وخالفوا فِيهَا مَذْهَب السّلف.

فَإِذا نظر النَّاظر إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي يتَّفق فِيهَا هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء ظن أَن الطائفين على مَذْهَب وَاحِد. فَهَذَا التَّدَاخُل بَينهمَا هُوَ مصدر اللّبْس.

وَكَثِيرًا مَا تَجِد فِي كتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل- وَمِنْهَا لِسَان الْمِيزَان لِلْحَافِظِ ابْن حجر- قَوْلهم عَن الرجل أَنه وَافق الْمُعْتَزلَة فِي أَشْيَاء من مصنفاته أَو وَافق الْخَوَارِج فِي بعض أَقْوَالهم وَهَكَذَا وَمَعَ هَذَا لَا يعتبرونه معتزليا أَو خارجيا، وَهَذَا الْمنْهَج إِذا طبقناه على الْحَافِظ وعَلى النَّوَوِيّ وأمثالهما لم يَصح اعتبارهم أشاعرة وَإِنَّمَا يُقَال: "وافقوا الأشاعرة فِي أَشْيَاء"، مَعَ ضَرُورَة بَيَان هَذِه الْأَشْيَاء واستدراكاتها عَلَيْهِم حَتَّى يُمكن الاستفادة من كتبهمْ بِلَا توجس نما مَوْضُوعَات العقيدة (١).


(١) وَقد رَأينَا فِي واقعنا المعاصر عُلَمَاء فضلاء وافقوا الاشتراكيين أَو الديمقراطيين أَو القوميين فِي أَشْيَاء للأسباب نَفسهَا. وَلم يعدهم أحد اشتراكيين أَو قوميين.

<<  <   >  >>