خَامِسًا: قَالَ فَضِيلَة الشَّيْخ الفوزان عَن الأشاعرة: "نعم هم من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي بَقِيَّة أَبْوَاب الْإِيمَان والعقيدة وَلَيْسوا مِنْهُم فِي بَاب الصِّفَات".
وَهَذَا سبق قلم من فضيلته وَمثل هَذِه الدَّعْوَى هِيَ الَّتِي يهش لَهَا الأشاعرة المعاصرون ويروِّجونها؛ لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْفَارِق هُوَ الصِّفَات فَقَط قَالُوا: إِن الْخلاف فِيهَا أَصله الِاجْتِهَاد وَالْكل يتفقون على التَّنْزِيه فَكَأَنَّهُ لَا خلاف إِذن ... وَرُبمَا قَالُوا: نَحن مستعدون أَن نثبت لله يدا وعيناً وَسَائِر الصِّفَات فِي سَبِيل تَوْحِيد الصَّفّ ووحدة الْكَلِمَة!!!
وَليكن مَعْلُوما أَن ابْتِدَاء أَمر الأشاعرة أَنهم توسلوا إِلَى أهل السّنة أَن يكفوا عَن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم وَقَالُوا: "نَحن مَعكُمْ ندافع عَن الدّين وننازل الْمُلْحِدِينَ" (١)، فاغتر بِهَذَا بعض عُلَمَاء أهل السّنة وسكتوا عَنْهُم فتمكّن الأشاعرة فِي الْأمة ثمَّ فِي النِّهَايَة استطالوا على أُولَئِكَ واستأثروا بِهَذَا الِاسْم دون أَهله، وَأَصْبحُوا هم يضللون أهل السّنة ويضطهدونهم ويلقبونهم بأشنع الألقاب. فحتى لَا
(١) انْظُر سير أَعْلَام النبلاء: ١٥/ ٩٠، مُقَابلَة الْأَشْعَرِيّ لإِمَام السّنة فِي عصره "البربهارى" انْظُر تَرْجَمته فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة ورسالته الْقيمَة فِي السّنة الَّتِي سَاقهَا صَاحب الطَّبَقَات.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute