للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وللإسلام مبدأ وموقف ورؤية إلى هذه المجالات جميعاً؛ فتعاليم الدين الحنيف تحث على التعاون من أجل كلّ ما فيه الخيرُ والحق والفضيلة والشرف والعزة والكرامة، وفي سبيل تحقيق كلّ ما فيه السعادة لبني البشر كافة.

والحوار على هذا النحو الراقي، ومن أجل هذا الهدف السامي، ضرورةٌ من الضرورات التي يَقتضيها انتظامُ سيرِ الحياة على خطوط سوية، وتفرضها طبيعةُ العمران البشري. فالحوار حركةٌ مطردة، وقوةٌ دافعةٌ للنشاط الإنساني، وطاقة للإبداع في شتى مجالات الحياة، ووسيلة للنهوض بالمجتمعات، وهو سبيل إلى تحصين الشعوب والأمم ضد المخاطر التي تتهددها من جراء تصاعد الخلافات المتشعبة، سواء حول قضايا العقيدة والفكر والثقافة والحضارة واللغة، أو القضايا التي ترتبط بشؤون السياسة والاقتصاد والتجارة والأمن والحرب والسلم.

إن اللجوء إلى الحوار بدلاً عن الصدام، هو في حدّ ذاته تعبيرٌ عن نضج فكري ووعي حضاري، وتصميم على البحث عن أقوم السبل لتجنّب الخسائر، ولتفادي المخاطر، وللتغلّب على المشكلات، ولمعالجة الأزمات أو إدارتها، بعقل متفتّح، وبضمير حيّ.

<<  <   >  >>