للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي القرآن، جاءت المادة ثلاث آيات:

النمل ٧٢: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} .

الأنفال ٩: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} .

والردف هنا في موضعه.

وآية النازعات والرادفة فيها تابعة، والأصل أن يكون التابع مردفاً لا رادفاً. والعدول عنه كما في {تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} بيان للطواعية والتسخير، والتلقائية التي يقع فيها الحدث على المجدث، فكأنه هو!

وللمفسرين في تأويل الراجفة والرادفة أقوال: ففي (الكشاف، والبحر) أنهما النفختان تتبع الثانية الأولى وتلحق بها.

وقيل: الراجفة هي الأرض، والرادفة السماء إذ تنشق وتنتثر كواكبها.

والأولى عندنا أن تكون الرادفة هي ما يتبع الرجفة من بعثرة ما في القبور، لتتصل الآية بما بعدها.

* * *

{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} .

الوجف والوجيف لغة: الاضطراب. وربما كان الأصل فيه ضرباً من سير الخيل والإبل فيه سرعة مضطربة، وقد التفت "الراغبط إلى هذا الاستعمال اللغوي الأصيل، في تفسير {وَاجِفَةٌ} ، وتقوى بد دلالة الوجف هنا على الاضطراب الناشيء من عنف خفقات القلوب واضطراب وجيبها في رجة القيامة.

والخشوع يكون عن ضراعة أو عن رهبة وإجلال، وهو في الصوت والبصر: السكون والغض، وفي الكوكب: دنوه من الغروب، والخشعة، بالصم: الأكمة اللاظئة بالأرض. وتخشع: تضرع.

وكل خشوع في القرآن الكريم، إنما يكون لله سبحانه من مخلوقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>