للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلها من سرعة حاسمة، على حين كان مقام التفصيل في (سورة طه) حيث ورد "حديث موسى" في نحو تسعين آية، اتسعت لذكر الحوار بين فرعون وموسى، ثم بينه وبين السحرة، وهو ما لم يتجه القصد إلى شيء منه في (النازعات) - وموضوعها اليوم الآخر، لا قصة موسى - اكتفاء بموضع العبرة في بيان مصير الطغاة.

وفي لفظ {الْأَعْلَى} هنا ملحظ دقيق، فليس القصد منه معنى المفاضلة، وإنما هو الإطلاق غير المحدود بمفضول، ومثله: الأشقى، والأتقى، والأعلى ف سورة الليل، على ما سوف نزيده بياناً في الجزء الثاني من هذا الكتاب.

* * *

{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} .

أصل النكل في اللغة: قيد الدابة وحديدة اللجام. نكلته: قيدته. لحظ فيه عجز المنكول وهوانه، فاستعمل التنكيل في مطلق الإذلال، منتقلاً إليه من معناه الأول وهو القيد والغل.

وجاءت المادة في القرآن في خمسة مواضع:

المزمل ١٢: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} جمع نكل.

النساء ٨٤: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} .

وصيغة نكال، في الآيات الثلاث:

البقرة ٦٦: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} .

المائدة ٣٨: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>