للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإغطاش الليل: إظلامه. وفي العربية: فلاة غطشاء وغطشى لا يهتدي بها، والغطش - محركة - الغمش، وغطش فلان غطشاً وغطشاناً، مشى رويداً من مرض أو كبر، والتغاطش: التعامي عن الشيء.

ولم تأت المادة في القرآن في غير هذا الموضع.

والإخراج للضحى، وهو إنبساط ضوء الشمس، فيه لفت إلى خروجه من الليل، آية من آيات القدرة في الضحى يخرج من الليل وينسلخ منه فإذا الضوء الشافر يعقب الظلمة الغطشى:

وإضافة الليل والضحى إلى السماء، لأنها مجال الضوء والظلام تسفر منها الشمس فإذا الضحى متألق، وتغيب فإذا الليل مغطش.

* * *

ومن آيات قدرته تعالى:

{وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} .

فسر الراغب {دَحَاهَا} بأنه أزالها عن مقرها، أخذه من قولهم: دحا المطر الحصى من وجه الأرض أي جرفه. ومر الفرس يدحو إذا جر يده على وجه الأرض فدحاً ترابها.

ولعل الأقرب أن يؤخذ من: دحيت الشيء أدحاه دحياً بسطته، والمدحاه كمسحاة: خشبة تمر على الأرض لا تأتي على شيء إلا اجتحفته، وتدحى: تبسط. وقيل لمبيض النعام: الأدحى والمدحى، لأنه يدحوه برجله ويبسطه ويوسعه ثم يبيض فيه. وهو المختار عند الزمخشري وأبي حيان.

وظاهرة البسط في هذه الأرض واضحة، على المشهود المرئي، آية من آيات قدرته تعالى في الكون.

والمرعى، مفعل من الرعى: والصيغة تحتمل أن تكون للمصدر وللزمان والمكان، لكن الأرجح أن المراد به هنا ما يرعى، وهو مفهوم المرعى كذلك في سورة الأعلى ٤:

<<  <  ج: ص:  >  >>