للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} .

والطامة الكبرى هي القيامة عند "الراغب". وهي النفخة الثانية فيما روي عن "ابن عباس" أو وقت سوق أهل الجنة إليها وأهل النار إليها، عن مجاهد وجاء الزمخشري في الكشاف بهذه الأقوال الثلاثة متتالية، وإن بدا منه أنه يختار تفسير الطامة الكبرى "بالقيامة".

ولم تأت المادة في غير هذا الموضع، وأخذها "الراغب" من الطم أي البحر، ويقال: طم البحر على كذا، أي طغى وفاض وغلب.

وربما كان من المناسب أن نذكر كذلك أن العربية استعملت الطامة في الداهية تغلب ما سواها. وقد استأنس الزمخشري بهذا في تفسيره الطامة الكبرى بالقيامة.

* * *

ونفهمها بالآية بعدها:

{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} .

والتذكر هنا عن نسيان، وقد نظر له الومخشري بقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} المجادلة ٦.

وقالوا في {مَا سَعَى} : إن (ما) تحتمل أن تكون مصدرية أو موصولهة، وقد أختار أبو حيان الموصولة، أي عنله الذي سعى إليه، أما الزمخشري، فقال بهما معاً، دون ترجيح.

والذي نراه أن المصدرة أعم وأولى بالمقام، فيكون المعنى: يوم يتذكر الإنسان مسعاه. {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} .

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>