للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ينتزعوا نفرا من بين أبناء الكنيسة القبطية لتأسيس الكنيسة البروتستانتية، واستطاعوا أيضاً بمعونة الإنكليز أن ينتزعوا من الباب العالي ومن خديوي مصر حق حماية الأقلية بمصر والسودان، مما ثبت أقدامهم في البلاد، ومكنهم من استغلال مواردها.

حدث هذا كله في حمى السلطان، حتى انبثوا في طول البلاد وعرضها، تارة باسم الدين، وطورا باسم العلم، وقد نجحوا في بناء أول كنيسة من خليط من جنسيات مقيمة بمصر، هم: نصر أفندي السوري، من تجار الموسكي، ويعقوب أفندي متياس الأرمني الصائغ، والراهب ميخائيل من البلينا بصعيد مصر، وعوض أفندي حنا، الذي أصبح أساساً لجمعية التوارة، ولم يلبث المرسلون الأمريكيون أن استأذنوا المحفل العام بأمريكا باسم هذه الكنيسة ليخول لهم حق تنظيم مجمع كنسى، ووافق المحفل، وتم تنظيم أول مجمع مشيخي مصري بالقاهرة في ١٣ أبريل سنة ١٨٦٠م، وكان هذا المجمع برئاسة القس جيمس بارنيت، وسكرتارية القس توماس ماكيج، وعضوية القس جوليان لانسنج.

وتوالت التنظيمات الإدارية بموجب هذا التفويض، ففي ٢٣ مايو سنة ١٩٦٠ أنضم إليهم المرسل الإنكليزي القس يوحنا هوج، الذي يعتبر رسول المذهب البروتستانتي، وفي ١٥ فبراير ١٨٦٣ انتظمت أول كنيسة وطنية، مقرها الجديد بدار المرسلية الأمريكية، وفي أبريل سنة ١٨٧١ انتظمت كذلك أول كنيسة وطنية بالصعيد بقرية النخيلة مركز أبو تيج مديرية أسيوط.

وكانت محاضر الجلسات تدون كلها باللغة الإنكليزية، وما أن أصبح القس تادرس كاتباً للمجمع حتى أصبحت اللغة العربية تشق طريقها في محاضر الجلسات.

<<  <   >  >>