للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[السياسة التوجيهية العامة]

يجدر بي - وقد التزمت بالصراحة في خدمة الإسلام والعروبة - أن أتحدث عن مجال نشاط الاستشراق والتبشير (الاستعمار) في رجال التوجيه في بلدان الشرق، فإن للاستعمار وسائله الخاصة.

إن مجال نشاط المستشرقين والمبشرين يبلغ المدى البعيد بين صفوف رجال التوجيه في بلدان الشرق، ولهم في ذلك وسائلهم الخاصة في تفريق شمل المسلمين وإضعاف شوكتهم، والعمل على الغض من اللغة العربية التي هي في نظرهم لغة القرآن الكريم.

ووسائلهم في توجيه الرأي العربي إلى ما يريدون - بطريق غير مباشر - يتم بصورتين:

الصورة الأولي: استخدام تلاميذ المستشرقين والمبشرين "عملاء الاستعمار" من الوطنيين الذين درسوا بجامعاتهم وتشربوا بمبادئهم، وهؤلاء - وقد أصبحوا قادة الفكر - إنما ينفذون سياسة المستعمر بقصد أو بغير قصد منهم وبإيحاء من توجيهات المستشرقين والمبشرين.

الصورة الثانية: قيام بعض الغربيين بمؤلفات عن الثقافة الإسلامية، وعمل موازنات بينها وبين الثقافة الغربية (النصرانية) ثم العمل على تشويه الحقائق.

<<  <   >  >>