للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما الصورة الأولى: فتتلخص في قيام بعض المفكرين من المسلمين بحركة تقدمية في الإسلام، وعلى غير قصد منهم يقررون سياسة المستعمر، ويثبتون ولايته على المسلمين من الوجهة الإسلامية، أو بعبارة أخرى تبغي عدم تحديه أو معارضته في مباشرة سلطته على المسلمين أو في إدخال ما يسميه بنظم الإصلاح الحديث بينهم، وكان من تلاميذ الاستعمار في تحقيق هذه الصورة (السير أحمد خان) بالهند، الذي أشتهر بحركته العلمية القائمة على الافتتان بالعلم الطبيعي وبالحضارة الغربية.

والافتتان بالعلم الطبيعي - أو الطبيعة كما يقال - يؤدي إلى خفة وزن القيم الروحية والمثالية، وهي القيم التي تقوم عليها رسالة الأديان السماوية التي يمثلها الإسلام أوضح تمثيل. ولم يكن السير أحمد خان داعية فقط لهذا التجديد أو لهذه التقدمية في الإسلام، بل كان كذلك صحفياً ومؤلفاً ومدرساً ومشرفاً على كلية علمية دينية هي: (الكلية الإنكليزية الشرقية المحمدية) .

وفي هذه الكلية كان يدرس الدين المسيحي بالعناية التامة التي يدرس بها الإسلام، ولهذا كان للسير أحمد خان نفوذه سياسي تربوي، أقترن بحركته التجديدية التي أثرت - فيما بعد - في خلق المذهب القادياني والأحمدية بالهند.

ومن تلاميذ الجامعات الفرنسية الدكتور طه حسين، وهو صاحب التجديد في الأدب العربي في مصر، وحركته تقوم على الانطلاق في التفكير الحر الرزين جرياً وراء الحقائق، وكان بلا منازع عميد

<<  <   >  >>