للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢- مقاصدهم من التمثيل في المجلات الرسمية:

وإذا كانت الدول الإسلامية قد سمحت لهؤلاء المستشرقين بأن يساهموا في المجمع اللغوي - فهل عرفت هذه الدول آراءهم في الإسلام والمسلمين قبل أن تسنح لهم بذلك؟ هذه حقيقة ينبغي أن لا تغيب عن الذهن. ولنبدأ بعرض شيء من هذه الآراء:

(١) يصور المنسنيور كولي الإسلام - في كتابه "البحث عن الدين الحق" - بهذه الصورة: (في القرن السابع برز في الشرق عدو جديد، ذلك هو الإسلام الذي أسس على القوة، وقام على أشد أنواع التعصب، لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين اتبعوه، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب، ووعد الذين يهلكون في القتال (يستشهدون في سبيل الله) بالاستمتاع الدائم بالملذات (في الجنة) ، وبعد قليل أصبحت آسيا الصغرى وأفريقيا وأسبانيا فريسة له، حتى إيطاليا هددها الخطر، وتناول الاجتياح جنوب فرنسا، لقد أصبحت المدنية مصابة، ولكن هياج هؤلاء الأشياع (المسلمين) تناول في الأكثر كلاب النصارى ... ولكن أنظر، ها هي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سداً منيعاً في وجه الإسلام المنتصر عند بوانية سنة ٧٥٢م، ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين (١٠١٩ - ١٢٥٤) في سبيل الدين، فتدجج أوربا بالسلاح، وتنجي النصرانية، وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب، وأنتصر الإنجيل على القرآن وعلى ما فيه من قوانين الأخلاق الساذجة".

وقد نال هذا الكتاب رضا البابا ليون الثالث عشر سنة ١٨٨٧، وعاش في المدارس المسيحية في الشرق والغرب إلى اليوم.

<<  <   >  >>