للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بسياسة عامة بها مؤثرة فيها - فما أخلقهم أن يكونوا أمة متحضرة راقية، لا أمة جاهلية همجية، وكيف يستطيع رجل عاقل أن يصدق أن القرآن ظهر في أمة جاهلية همجية) (ص ١٥) .

ومن هذا يخرج بهذه النتيجة: (فالقرآن الكريم أصدق مرآة للعصر الجاهلي) . ويستطرد فيقول: (أرأيت أن التماس الحياة العربية الجاهلية في القرآن أنفع وأجدى من التماسها في هذا الشعر العقيم الذي يسمونه الشعر الجاهلي؟ أرأيت أن هذا النحو من البحث يغير كل التغير ما تعودنا أن نعرف من أمر الجاهلين) (ص ٢٢، ٢٣) .

يم يستطرد في انتفاضه لإعجاز القرآن الكريم فيقول: (أفترى أحداً يحفل بي لو أني أخذت أهاجم البوذية وغيرها من الديانات التي لا يدينها أحد في مصر؟ ولكني أهيج النصارى حين أهاجم النصرانية، وأهيج اليهود حين أهاجم اليهودية، وأحفظ المسلمين حين أهاجم الإسلام) (ص ١٦، ١٧) . وينتهي بهذا كله إلى الرأي القائل بأن الإسلام دين بشرى، وأن القرآن ليس وحياً إلهياً، إنما قاله صاحبه لقوم معينين، ولذلك تجاوبوا معه أو قاموا ضده.

وفي هذه المداراة حقق هدفاً من أهداف الاستشراق هو أن القرآن موضوع وليس وحياً من الله، وإن القرآن مرآة لأفق خاص من الحياة، هو أفق من عقائد تلكم العقائد المنتشرة وقتئذ في رقعة الجزيرة العربية، لا سواها.

وبهذا يتفق مع آراء المستشرقين وكتاباتهم أمثال المستشرق

<<  <   >  >>