للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقول جل شأنه، بشأن إعجاز القرآن الكريم: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . "البقرة ٢٣".

ويحذرهم مغبة انحرافهم وضلالهم، فيقول: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} "البقرة٢٤".

ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وسجل التاريخ شهادة قوية تؤيد الحق والإسلام فيقرر ابن خلدون عن القرآن الكريم ما نصه: "فأعلم أن القرآن نزل بلغة العرب وعلى أساليب بلاغتهم فكانوا يفهمونه ويعلمون معانيه في مفردات وتراكيبه. وكان ينزل جملاً جملاً، وآيات آيات، لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع. ومنها ما هو في العقائد الإيمانية، ومنها ما هو في أحكام الجوارح ... ".

وقال في موضع آخر: "ويدلك على هذا كله أن القرآن من بين الكتب الإلهية إنما تلقاه نبينا صلوات الله عليه، متلوا كما هو بكلماته وتراكيبه، خلافاً للتوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية، فإن الأنبياء يتلقونها في حالة الوحي معاني ويعبرون عنها بعد رجوعهم إلى الحالة البشرية بكلامهم المعتاد لهم، ولذلك لم يكن فيها إعجاز".

ويتفق في هذا الرأي أعلام اللاهوتيين الغربيين، ومنهم دوملو، ودكتور شاف، وغيرهما، ويقول دوملو في تفسيره للكتاب المقدس

<<  <   >  >>