للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد كان المبشرون والمستعمرون بالأمس يسخرون من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، ويطعنون في القرآن الكريم، بل كانوا يتجاهلون السيرة النبوية وما للرسول الكريم من آثار خالدة في الجهاد، إنهم يكتبون عن الرسول ما شاء لهم الخيال، ليخففوا عن أنفسهم آلام هزائمهم أمام المسلمين في الحروب الصليبية، وقد بلغ من حقدهم في عداوتهم للإسلام أن كنيسة روما في سنة ١٥٣٠م قد أحرقت في مدينة البندقية نسخة من القرآن الكريم، وحرم البابا إسكندر طبعه أو طبع ترجمته، وكان المستشرقون - ليبرروا ترجماتهم للقرآن الكريم - يمهدون لأعمالهم بمقدمة وتذييلات لتفنيد القرآن الكريم ودحضه وإثباتا لحسن إيمانهم بالكنيسة وبالكتاب المقدس، ودفعاً للشبه أمام أهل ملتهم. هذا، والقرآن بإعجازه كالجبل الراسخ لا يعبأ بترهاتهم ولا تنال من حقائقه أكاذيبهم.

والحمد لله أن رجال الثورة قد فطنوا لأسباب تخلف الشرق واستطاعوا بقوانين ثورية أن يشقوا طريقهم إلى العزة القومية، فكان التأميم الذي شمل جميع المرافق الحيوية والمؤسسات ذات سمة التوجيه والمؤسسات ذات السيادة الرأسمالية حتى استطاع المواطن أن يدرك حقيقة الحياة الاشتراكية التي يعيشها، وتقييم حياة الفرد: الفلاح والعامل والمثقف حياة الوئام والقوة، واستطاع أن يعيد مجد مصر القديم. ولو تحررت كل الشعوب الإسلامية وسارت في درب هذه المعاني التي نسير فيها لكنا قوة نرهب به عدو الخير ولاستطعنا أن نقهر الاستعمار المعنوي كما قهرنا الاستعمار العسكري.

* * *

<<  <   >  >>