ومعتمد للمستنجع. وقد بينا ذلك بعد انقضاء كل آية في كتاب " الجامع لعلم القرآن ".
[باب المبالغة]
المبالغة هي الدلالة على كبر المعنى على جهة التغيير عن أصل اللغة لتلك الإبانة. والمبالغة على وجوه منها المبالغة في الصفة المعدولة عن الجارية بمعنى المبالغة , وذلك على أبنية كثيرة منها: فعلان , ومنها فعال , وفعول , ومفعل , ومفعال. ففعلان كرحمان عدل عن راحم للمبالغة , ولا يجوز أن يوصف به إلا الله عز وجل لأنه يدل على معنى لا يكون له , وهو معنى وسعت رحمته كل شيء. ومن ذلك فعال كقوله عز وجل:{وإني لغفار لمن تاب} معدول عن غافر للمبالغة , وكذلك توَّاب , وعلام. ومنه فعول كغفور وشكور , وودود , ومنه فعيل كقدير , ورحيم , وعليم. ومنه مفعل كمدعس , ومطعن , ومفعال كمنحار , ومطعام.
الضرب الثاني المبالغة بالصيغة العامة في موضع الخاصة , كقوله تعالى:{خالف كل شيء} وكقول القائل: أتاني الناس , ولعله لا يكون أتاه (إلا) خمسة فاستكثرهم , وبالغ في العبارة عنهم.
الضرب الثالث: إخراج الكلام مخرج الإخبار عن الأعظم الأكبر للمبالغة كقول القائل: جاء الملك إذا جاء جيش عظيم له , ومنه قوله