لا يرى إلا مساكنهم} [الأحقاف: ٢٥] الوقف على فأصبحوا غير تام لأن الخبر ما عاد من الهاء والميم المتصلتين بـ «المساكن»، واسم «أصبح» مضمر فيها من قوم عاد، كني عنهم لما تقدم ذكرهم. وكذلك قوله:{ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة}[آل عمران: ١١٣] الوقف على ليسوا قبيح لأن سواء خبرها واسمها مضمر فيها من ذكر الفاسقين. وذلك أنهم قد تقدموا في قوله:{وأكثرهم الفاسقون لن يضروكم إلا أذى}[آل عمران: ١١٠، ١١١] والوقف على قوله: (ليسوا سواء) والابتداء: (من أهل الكتاب أمة قائمة) هذا قول، وفيه قول آخر وهو أن ترفع الأمة بمعنى سواء وتجعل (من أهل الكتاب) من صلة سواء كأنه قال: لا يستوي من أهل الكتاب أمة قائمة وأخرى غير قائمة، فاكتفى بالقائمة من التي ليست بقائمة فحذفت كما قال الله تعالى في موضع آخر:{وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} بالنحل: ٨١] فمعناه: تقيكم الحر والبرد، فاكتفى بالحر من البرد، ومثله:{إن علينا للهدى}[الليل: ١٢] معناه: للهدى والإضلال، فاكتفى بـ «الهدى»