للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الإضلال فحذف كما قال عز وجل: {والذي قدر فهدى} [الأعلى: ٣] معناه: فهدى وأضل، فاكتفى بـ «هدى» من «أضل» ومثله قوله الشاعر:

وما أدري إذا يممت وجها ... أريد الخير أيهما يليني

أللخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني

وقال أبو ذؤيب:

عصاني إليها القلب إني لأمرها ... سميع فما أدري أرشد طلابها

فمعناه: أرشد طلابها أم غير رشد، فاكتفى بـ «الرشد» من الذي يخالفه، ومعنى البيت الأول: أريد الخير والشر، فاكتفى بالخير من الشر فحفه، فعلى هذا المذهب الثاني يكون الكلام تامًا على قوله: {وهم يسجدون} [آل عمران: ١١٣] ولا يتم الكلام على سواء من هذا الوجه لأن الأمة مرتفعة بمعنى (سواء) والوقف على الرافع دون المرفوع قبيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>