قلت: زيد حيث عمرو، فمعناه: زيد في مكان فيه عمرو. وما تضمنت معنى محلين أعطيت الضمة في كل حال. الدليل على قوله تعالى:{ومن حيث خرجت}[البقرة: ١٤٩] وقوله: {من حيث لا يعلمون}[الأعراف: ١٨٢] دخل الخافض على «حيث» ولم يزل عنها ضمها للعلة التي ذكرناها. وكذلك قالوا:«نحن قمنا» فجعلوا النون في «نحن» مضمومة في كل حال لأن «نحن» تتضمن معنى التثنية والجمع. وذلك أنك تقول «نحن قمنا» مخبرًا عنك وعن آخر قام معك. وتقول نحن قمنا مخبرًا عنك وعن جمع قاموا معك. فلما تضمن معنيين أعطي الضمة.
فكذلك فعل ما لم يُسم فاعله، لما تضمن معنى الفاعل والمفعول جعل أوله مضمومًا في كل حال. فإن قال قائل: لم صار يتضمن معنيين يعطي الضم؟ فقل لأنه يقوى فيُعطى أثقل