أن يعذبهم بها في الدنيا} [التوبة: ٨٥] في «إنما» وجهان: إن شئت جعلت «إنما» حرفًا واحدًا، وجعلت (أن يعذبهم) في موضع نصب بـ «الإرادة» كأنك قلت: «إنما يريد الله هذا الشيء» والوجه الآخر أن تجعل «إنما» حرفين، فتكون «ما» اسم «إن» وخبر «إن»«أن يعذبهم» كأنه قال: «إن الذي يريده الله عذابهم».
وقوله تعالى:{إنما صنعوا كيد ساحر}[طه: ٦٩] فيها ثلاثة أوجه: أحدهن أن تجعل «إنما» حرفين، وتكون «ما» بمعنى الذي، كأنك قلت:«إن الذي صنعوه كيد ساحر» فتكون «ما» اسم «إن» و «الكيد» خبر «إن»، والهاء المضمرة في «صنعوا» تعود على «ما». والوجه الثاني أن تجعل «ما» بتأويل المصدر، كأنك قلت:«إن صنيعهم كيد ساحر» فعلى هذا المذهب لا يحتاج إلى ضميرها