للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تَابِعُه، يُلْهَمُهُ السُّعَدَاءُ، ويُحْرَمُهُ الأشْقِيَاءُ" (١) انْتَهَى.

* * *

فَلأجْلِ هَذَا؛ أحْبَبْتُ أنْ أطْرُقَ هَذِه الجادَّةَ العِلْمِيَّةَ؛ عَسَانِي أدُلُّ السَّالِكَ، وأحُثُّ الهِمَمَ إلى طَرْقِ بَابِ العِلْمِ، دُوْنَمَا إعْيَاءٍ وكِلالٍ، وطُوْلٍ ومِلالٍ، قَدْ لا يُحَصِّلُ شَادِي العِلْمِ فيه كَبِيرَ فَائِدَةٍ، أو عَظِيمَ عَائِدَةٍ، أو غَيرَه مِنْ مَبَاغِي العِلْمِ ومَنَارَاتِه؛ مِمَّا نَدَّتْ عَنْهُ أكْثر أطَاريحِ أهْلِ زَمانِنَا؛ لِجَهْلِهِم بطَرَائِقِ الطَّلَبِ ومَدَارِجِهِ الآخِذَةِ برِقَابِ العِلْمِ؛ فَنًّا بَعْدَ فَنٍّ، وبَابًا قَبْلَ بَابٍ، وهَكَذا دَوَالَيكَ مِمَّا هُوَ طَوْعُ يَدَيكَ!

* * *

وهَذَا مَا ذَكَرَه ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ بِقَوْلِه في كِتَابِهِ "الفَوَائِدِ" (٣٠٤): "الجَهْلُ بالطَّرِيقِ وآفَاتِهِا والمَقْصُوْدِ: يُوْجِبُ التَّعَبَ الكَثِيرَ مَعَ الفَائِدَةِ القَلِيلَةِ".

وقَدْ قِيلَ: "مَنْ لَمْ يُتْقِنِ الأُصُوْلَ؛ حُرِمَ الوُصُوْلَ".


(١) انْظُرْ "أخْلاقَ العُلَمَاءِ" للآجُرِّي (٣٧)، و"جَامِعَ بَيَانِ العِلْمِ وفَضْلِه" لابنِ عَبْدِ البَرِّ (١/ ٥٥)، و"تَذْكِرَةَ السَّامِع والمُتَكَلِّمِ" لابنِ جَمَاعَةَ (١١)، و"شَرْحَ حَدِيثِ أبِي الدَّرْدَاءِ" لابنِ رَجَبٍ (٣٨) وفيهِ ضَعْفٌ.

<<  <   >  >>