١٠٥ - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن حندريق حدثني أبي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي يقول ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا أنه في طائفة النخل فلما رحنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم فقلنا يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظننا أنه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأحججه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه ⦗٩٦⦘ شاب قطط عينه طافية كأني أشبه بعبد العزى بن قطن فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف إنه يخرج من خلة بين العراق والشام فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله اثبتوا
قلنا يا رسول الله ما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم هذه قلنا فذلك اليوم كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم قال اقدروا له قدره قلنا فما إسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت. وزاد ابن لهيعة ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيبعث أموالهم فيصبحون ممحلين ما بأيديهم شيء ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فينطلق يتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف يقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه
فيبناهم كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين من وذلسر واضعا كفيه على أجنحة ملكين فإذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه عند باب لد فيقتله ثم يأتي ⦗٩٧⦘ نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام قوما عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة
فبيناهم كذلك إذ أوحى الله يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرر عبادي إلى جبل الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله:{مِنْ كُلِّ حَدَبٍ ينسلون}. فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها فيمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم فيرغب عيسى إلى الله فيرسل عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ويهبط عيسى وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شجرة إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم فيرغب نبي الله وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله
ثم يرسل الله تعالى مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ويستظلون بقحفها ⦗٩٨⦘ الرسل حتى أن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر تكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم تكفي الفخذ من الناس
فبيناهم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تحت آباطهم فيقبض روح كل مسلم ويبقى سائر الناس يتهارجون كما تتهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة.
أخرجه مسلم وزاد فيه بن حجر وغيره عن الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر في ذكر يأجوج ومأجوج ثم يسيرون حتى ينتهون إلى جبل بيت المقدس فيقولون قد قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما.
وأخبرتناه ست الأهل بنت علوان أنا البهاء عبد الرحمن أنا عبد الحق أنا ابن خشيش أنا أبو علي البزاز أنا أبو عمرو الدقيقي ثنا حنبل ثنا الهيثم بن خارجة المروروذي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمعت أبي يحدث عن يحيى بن جابر فذكر الحديث بطوله نحوا منه.