للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد أعلّ البخاري حديث رشدين الذي ينهي عن الصلاة علي القبر، بمخالفته السنة الصحيحة التي تثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم صلّي علي قبر.

وحديث رشدين رواه الطبراني (١) قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا عبد الرحمن بن مغراء حدثنا رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لا يصلى إلي قبر، ولا علي قبر».

وهذا سند ضعيف لأجل رشدين بن كريب فإنه ضعيف، ويروي مناكير (٢).

٥ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (٣) حديث عبد الواحد بن نافع عن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه أنه كان يسمع النبي صلي الله عليه وسلم يأمر بتأخير العصر.

قال البخاري: ولا يتابع عليه.

ثم روى حديثا صحيحا يخالف هذا الحديث، وهو حديث أبي النجاشي عن رافع بن خديج أنه قال: كنا نصلّي مع النبي صلي الله عليه وسلم العصر، ثم ننحر الجزور فنقسم عشر قسم، ثم نطبخ، فنأكل لحمًا نضيجا قبل أن تغرب الشمس (٤).

قال البخاري: وهذا أصح.

وقد ذكر البخاري حديث عبد الواحد بن نافع هذا في «التاريخ الأوسط» (٥) أيضا ثم أعلّه بقوله: وعبد الواحد لم يتبين أمره. ويروى عن النبي صلي الله عليه وسلم من وجوه أنه كان يعجل العصر. ثم ذكر حديث أبي النجاشي عن رافع بن خديج السابق، وحديث أنس رضي الله عنه قال: كنا نصلّي مع النبي العصر،


(١) في المعجم الكبير (١١/ ٤١١) ح ١٢١٦٨.
(٢) انظر تهذيب الكمال (٩/ ١٩٧).
(٣) (٥/ ٨٩).
(٤) رواه البخاري في كتاب الشركة - باب الشركة في الطعام: ١٩٦ ح ٢٤٨٥، ومسلم في كتاب المساجد - باب استحباب التبكير بالعصر: ٧٧٥ ح ١٤١٥.
(٥) (٢/ ٤٨).

<<  <   >  >>