للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيسير الراكب ستة أميال، قبل أن تغيب الشمس (١)، وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلي الله عليه وسلم يصلّي العصر، والشمس طالعة في حجرتي قبل أن يظهر الفيء (٢).

فقد أعلّ البخاري حديث عبد الواحد بن نافع بمخالفته الأحاديث الصحيحة وما روي في معناها، والتي تثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يعجل صلاة العصر.

وحديث عبد الواحد أخرجه الدارقطني في «سننه» (٣) من طريق أبي سلمة، والطبراني في «معجمه الكبير» (٤) من طريق حرمي بن عمارة، عن عبد الواحد به بنحوه.

وقد تابع البخاري في إعلال هذا الحديث بالعلة نفسها الدارقطني، فقال: وهذا حديث ضعيف الإسناد من جهة عبد الواحد هذا؛ لأنه لم يروه عن ابن رافع بن خديج غيره. وقد اختلف في اسم ابن رافع هذا. ولا يصح هذا الحديث عن رافع ولا عين غيره من الصحابة. والصحيح عن رافع بن خديج وعن غير واحد من الصحابة عن النبي صلي الله عليه وسلم غير هذا، وهو التعجيل بصلاة العصر والتبكير بها (٥).

وعبد الواحد ذكره ابن حبان في المجروحين (٦) فقال: عبد الواحد بن نافع الكلاعي أبو الرماح شيخ يروي عن أهل الحجاز المقلوبات، وعن أهل


(١) رواه الدارقطني في سننه (١/ ٤٧٩) ح ١٠٠٢، وفي سنده عبد الله بن شبيب، قال الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/ ٤٣٨): إخباري علامة لكنه واه.
(٢) رواه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة - باب وقت العصر: ٤٥ ح ٥٤٥، ومسلم في كتاب المساجد - باب أوقات الصلوات الخمس: ٧٧٢ ح ١٣٨٢.
(٣) (١/ ٤٧٢) ح ٩٩٠.
(٤) (٤/ ٢٦٧) ح ٤٣٧٦.
(٥) سنن الدارقطني (١/ ٤٧٢)
(٦) (٢/ ١٥٤).

<<  <   >  >>