للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إنما العشور علي اليهود والنصاري، وليس علي المسلمين عشور».

وهذا حديث ضعيف؛ فحرب بن عبيد الله قال فيه ابن حجر: لين الحديث (١). وقد وقع في إسناد هذا الحديث اضطرب كثير (٢).

وذكر الترمذي أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب. ولا يصح هذا الحديث (٣).

وقال عبد الحق الإشبيلي: هو حديث في إسناده اختلاف، ولا أعلمه من طريق يحتج به (٤).

٧ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (٥) حديث الأخنسي عن جدته حكيمة بنت أمية عن أم سلمة أنها سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول: «من أهلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه».

ثم أعلّ البخاري هذا الحديث فقال: ولا يتابع في هذا الحديث؛ لما وقت النبي صلي الله عليه وسلم ذا الحليفة والجحفة، واختار أن أهلّ النبي صلي الله عليه وسلم من ذي الحليفة.

فقد رأي البخاري حديث الأخنسي الذي فيه الترغيب في الإهلال بالحج أو العمرة من المسجد الأقصي يناقض أحاديث المواقيت التي وقتها رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأمر بالإحرام منها، وأحرم هو صلي الله عليه وسلم من ذي الحليفة ميقات أهل المدينة، فلو كان الإحرام من المسجد الأقصي أفضل لفعله النبي صلي الله عليه وسلم.

وقد بوّب البخاري علي ذلك في كتاب الحج من صحيحه فقال: باب


(١) تقريب التهذيب: ٢٢٨.
(٢) انظر أوجه هذا الاضطراب في تهذيب الكمال (٥/ ٥٢٨)، وحاشية تحقيق مسند أحمد طبعة الرسالة (٢٥/ ٢٣٠).
(٣) علل الترمذي: ١٠٣.
(٤) الأحكام الوسطي (٣/ ١١٧).
(٥) (١/ ١٦٠).

<<  <   >  >>