للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحديث أبي الزعراء أخرجه النسائي في «سننه الكبري» (١) من طريق شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الزعراء قال عن عبد الله في قصة ذكرها قال: أول شافع يوم القيامة جبرائيل عليه السّلام روح القدس، ثم إبراهيم خليل الرحمن عليه السّلام، ثم موسي أو عيسي - قال أبو الزعراء: لا أدري أيهما - قال: قال: ثم يقوم نبيكم صلي الله عليه وسلم رابعًا فلا يشفع أحد بمثل شفاعته، وهو وعده المحمود الذي وعده.

وهذا سند ضعيف لأجل أبي الزعراء عبد الله بن هانيء؛ فإنه لم يرو عنه سوى سلمة بن كهيل، ولم يوثقه معتبر، وفي رواياته ما يستنكر (٢)،

ومنها هذا الحديث، فقد أعلّه البخاري بأن متنه يناقض الأحاديث الصحيحة التي تصرح بأن النبي صلي الله عليه وسلم أول شافع يوم القيامة.

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفّع» رواه مسلم (٣).

وقد ذكر العقيلي في ترجمة أبي الزعراء أن في حديثه ما ليس في حديث الناس، يعني حديثه في الشفاعة (٤).

وممن نبّه علي هذا أيضا الهيثمي (٥) فقد قال: وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح، وقول النبي صلي الله عليه وسلم: «أنا أول شافع».

وقال ابن كثير: حديث غريب جدا (٦).

١١ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» حديث صفية بنت شيبة أنها


(١) (٦/ ٣٨٢).
(٢) انظر: تهذيب الكمال (١٦/ ٢٤٠).
(٣) في كتاب الفضائل - باب تفضيل نبينا صلي الله عليه وسلم: ١٠٨١ ح ٥٩٤٠.
(٤) انظر: الضعفاء الكبير للعقيلي (٢/ ٣١٤).
(٥) في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٣٠).
(٦) البداية والنهاية (٢٠/ ٢٣٠).

<<  <   >  >>