للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم، ولا يصح إسناده (١).

ومما استدل به البخاري علي أن هذا الحديث ليس له أصل عن أبي هريرة أنه يخالف ما ثبت عنه من القول بعدم الفطر بالقيء، فقد روى البخاري في صحيحه (٢) عن يحيى بن صالح قال: حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان سمع أبا هريرة رضي الله عنه: إذا قاء فلا يفطر؛ إنما يخرج ولا يولج. فلو كان أبو هريرة رضي الله عنه روى حديث «من استقاء فليقض» لم يفت بخلافه.

٤ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (٣) بعض طرق حديث «أفطر الحاجم والمحجوم».

ثم ذكر أنه رواه ليث عن عطاء عن عائشة عن النبي صلي الله عليه وسلم. قال البخاري: ولا يصح.

ثم ذكر ما يؤيد عدم صحته عن عائشة فقال: حدثني يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب أخبرنا مخرمة عن أبيه عن أم علقمة: كنا نحتجم عند عائشة ونحن صيام وبنو أخي عائشة فلا تنهاهم. يريد أنه لو كانت عائشة رضي الله عنها روت حديث: «أفطر الحاجم والمحجوم» لنهت من احتجم عندها عن ذلك أو ذكرت لهم الحديث. وسند هذا الأثر حسن، وقد علّقه البخاري في صحيحه (٤) جازما به.

وحديث عائشة أخرجه أحمد في مسنده (٥) قال: حدثنا أبو النضر


(١) سنن الترمذي: ١٧١٨.
(٢) في كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم: ١٥١.
(٣) (٢/ ١٧٩).
(٤) في كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم: ١٥١.
(٥) (٤٢/ ١٣٧) ح ٢٥٢٤٢.

<<  <   >  >>