كتاب الأحاديث التي أعل الإمام البخاري متونها بالتناقض

القسم الرابع: الأحاديث التي أعلها البخاري بمناقضة متوناه رأي من رواها ومذهبه - ص: 217

حدثنا أبو معاوية يعني شيبان عن ليث عن عطاء عن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم».

وهذا سند ضعيف؛ فليث هو ابن أبي سليم قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك (١). وقد اضطرب في هذا الحديث فرواه علي أوجه مختلفة (٢).

فالحديث لا يصح عن عائشة رضي الله عنها، وإن كان صحيحا من رواية جمع من الصحابة رضي الله عنهم، بل جزم السيوطي بأنه متواتر (٣)، وكذلك قال غير واحد من الحفاظ (٤).

٥ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (٥) حديث كريب عن ابن عباس أن امرأة رفعت صبيا لها إلي النبي صلي الله عليه وسلم، فقالت: ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر»، وبعد أن ذكر طرق هذا الحديث قال: أخشي أن يكون هذا الحديث مرسلا في الأصل. قال أبو عبد الله (يعني نفسه): وقال أبو ظبيان وأبو السفر عن ابن عباس: «أيما صبي حج ثم أدرك فعليه الحج». وهذا المعروف عن ابن عباس.

وحديث كريب أخرجه مسلم في صحيحه (٦) قال: حدثني محمد بن المثني حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة عن كريب أن امرأة رفعت صبيا، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».

---

(١) تقريب التهذيب: ٨١٨.
(٢) انظر هذه الأوجه في حاشية تحقيق المسند (٤٢/ ١٣٨).
(٣) انظر: الجامع الصغير (١/ ٢٨٢) ح ١٣٠٩.
(٤) انظر: تنقيح التحقيق (٢/ ٣٢٧، ٤٨١)، وحاشية تحقيق المسند (١٤/ ٣٧٣).
(٥) (١/ ١٩٨).
(٦) كتاب الحج - باب صحة حج الصبي: ٩٠١ ح ٣٢٥٣.