للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه من قِبلِ حِفْظِه. قال عليٌّ: قال يحيى بن سعيدٍ: رَوَى شُعبةُ عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمنِ بن أبي ليلى، عن أبي أيُّوبَ، عن النّبيَّ في العُطاسِ. قال يحيى: ثمَّ لَقيتُ ابن أبي لَيلى، فحدَّثَنا عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمنِ بن أبي ليلى، عن عليًّ، عن النّبيَّ (١).

ويُرْوى عن ابن أبي ليلى نَحو هذا غير شيءٍ، كان يَرْوي الشيءَ مَرَّةً هكذا ومَرَّةً هكذا، يُغيِّر الإِسنادَ، وإنّما جاءَ هذا من قِبلِ حِفْظِه، لأنَّ أكثرَ من مَضَى من أهلِ العلمِ كانوا لا يَكْتُبونَ، ومن كَتبَ مِنْهُم إنّما كان يكتبُ لهم بعد السَّماعِ.

وسَمِعتُ أحمدَ بن الحسنِ يقولُ: سَمِعتُ أحمدَ بن حنبلٍ يقولُ: ابن أبي ليلى لا يُحْتجُّ به (٢).

قال: وكذلكَ من تَكلَّمَ من أهلِ العلمِ في مُجالدِ بن سعيدٍ (٣) وعبد اللهِ بن لَهِيعةَ (٤) وغَيرِهما، إنَّما تَكلَّمُوا فيهم من قِبلِ حِفْظهم


(١) أخرجه المصنف في الأدب: باب كيف يُشمت العاطس (٢٧٤١) وقد تكلمنا عليه هناك.
(٢) يعني إذا انفرد.
(٣) هو مجالد بن سعيد بن عُمير الهمداني الكوفي ليس بالحافظ وقد ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال ابن عدي: عامةُ ما يرويه غيرُ محفوظ.
قال ابن رجب: وخرج له مسلم مقرونًا، وكان يحيى بن سعيد يُحدث عنه، وحدث ابن مهدي عن رجل عنه. ومثله يقبل في المتابعات والشواهد.
(٤) هو عبد الله بن لَهِيعَة بن عُقبة الحضرمي المصري القاضي صدوق، =

<<  <   >  >>