للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْهُمُ الشَّافِعيُّ، وأحمدُ بن حنبلٍ، قالا: إذا كان لِلرَّجُلِ عَبيدٌ غيرُ مسلمينَ لم يُؤَدَّ عَنهُم صَدقةَ الفِطْرِ، واحْتَجَّا بحديثِ مالكٍ. فإذا زادَ حافظٌ ممن يُعْتمَدُ على حِفْظِه، قُبلَ ذلكَ منه (١).

ورُبَّ حديثٍ يُرْوى من أوجُهٍ كَثيرةٍ، وإنّما يُسْتغْربُ لِحَالِ الإسنادِ.

حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ وأبو هشامٍ الرَّفاعيُّ وأبو السَّائبِ والحسينُ بن الأسودِ، قالوا: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن بُريدِ بن عبد اللهِ بن أبي بُرْدةَ، عن جَدَّه أبي بُرْدةَ، عن أبي موسى، عن النّبيَّ ، قال: "الكافرُ يأْكُلُ في سَبْعةِ أمْعاءٍ، والمؤمنُ يَأْكُلُ في مِعىً واحدٍ" (٢). قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجهِ من قِبَلِ إسنادِه، وقد رُوِي من غيرِ وجهٍ عن النّبيِّ ، وإنّما يُسْتغْربُ من حديثِ أبي موسى، سَألتُ محمودَ بن غَيلانَ عن هذا الحديثِ، فقال: هذا حديثُ أبي كُرَيْبٍ عن أبي أُسامةَ.


(١) قد توسعت في بيان رأي الإمام الترمذي في زيادة الثقة في المقدمة ص ٩٣ - ٩٧، فارجع إليه.
(٢) قال ابن رجب: هذا نوع آخر من الغريب، وهو أن يكون الحديث يُروى عن النبي من طرق معروفة، ويُروى عن بعض الصحابة من وجه يُستغربُ عنه بحيث لا يعرف حديثه إلا من ذلك الوجه …
وهذا المتن معروف عن النبي من وجوه متعددة، وقد خرجاه في "الصحيحين" البخاري (٥٣٩٦) ومسلم (٢٠٦٣) من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر عن النبي (٢٠٦٠).
وأما حديث أبي موسى هذا، فأخرجه مسلم (٢٠٦٢) عن أبي كريب، وقد استغربه غير واحد من هذا الوجه، وذكروا أن أبا كريب تفرد به، منهم البخاري وأبو زرعة وأحمد.

<<  <   >  >>