للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَعتِ الْفِتنةُ، سَألُوا عن الإسنادِ، لكي يَأْخُذُوا حديثَ أهلِ السُّنَّةِ، ويَدَعُوا حديثَ أهلِ البِدَعِ (١).


(١) هذا الأثر خرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" ١/ ١٥ عن محمد بن الصباح البزاز، عن إسماعيل بن زكريا بهذا الإسناد ولفظه: قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فيُنْظَرُ إلى أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم.
قال ابن رجب في "شرح العلل" ١/ ٥٢: وابن سيرين هو أول من انتقد من الرجال، وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، وفي رواية عنه أنه قال: إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه.
قال يعقوب بن شيبة: وسمعت علي بن المديني يقول: كان مِمن ينظر في الحديث، ويُفتش عن الإسنادِ، لا نعلمُ أحدًا أوَّلَ منه مُحمَّدُ بنُ سيرين، ثم كان أيوبُ وابنُ عون، ثم كان شعبةُ، ثم كان يحيى بن سعيد وعبدُ الرحمن. قلت لعلي: فمالكُ بنُ أنس؟ فقال: أخبرني سفيانُ بن عيينة، قال: ما كان أشدَّ انتقاءَ مالكٍ الرجالَ.
وروى الإمام أحمد عن جابر بن نوح، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: إنما سُئِلَ عن الإسناد أيَّامَ المختارِ.
قال ابن رجب، وسبب هذا أنه كثر الكذب على عليّ في تلك الأيام، كما روى شريك عن أبي إسحاق سمعت خزيمة بن نصر العبسي أيام المختار وهم يقولون ما يقولون من الكذب وكان من أصحاب علي، قال: ما لهم قاتلهم الله، أيَّ عصابة شانوا، وأيَّ حديث أفسدوا.
وروى يونس، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر العبسي، قال: قاتل الله المختار، أيَّ شيعةٍ أفسد، وأيَّ حديث شانَ. خرجه الجوزجاني وقال: كان المختار يعطي الرجل الألف دينار والألفين على أن يرويَ له في تقوية أمره حديثًا. =

<<  <   >  >>