للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سلك بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَكُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَأَوْرَثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ» (١) وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْأَصَمِّ.


(١) أسانيده ضعيفة ولبعضه شواهد: أخرجه أبو داود في «سننه» رقم (٣٦٤١)، وابن ماجه رقم (٢٢٣)، وابن حبان في «صحيحه» رقم (٨٨)، والدارمي في «مسنده» رقم (٣٥٤) وغيرهم من طريق عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء سمعت رسول الله يقول: «من سلك طريقا … » وفيه: «وإن العلماء ورثة الأنبياء … » إلخ. وأخرجه المحاملي في «أماليه» رقم (٣٣٤٦) على الصواب. وأخرجه ابن عبد البر في «الجامع» رقم (١٦٩) من طريق عاصم بن رجاء عن جميل بن قيس عن أبي الدرداء به، فأبدل داود بن جميل بجميل بن قيس وأسقط كثيراً، قال ابن عبد البر: وهذا خطأ.
وأخرج البيهقي في «الشعب» رقم (١٥٧٤) من طريق سفيان عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء به. خالف سفيان ابن االمبارك عن الأوزاعي عن يزيد بن سمرة عن كثير بن قيس به كذا أخرجه البيهقي في «الشعب» (١٥٧٥)، والسهمي في «تاريخ جرجان» رقم (٢٩٧) وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (٨/ ٣٣٧): «والأول أصح».
وحكى أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل» (٩/ ٢٦٨) الخلاف، وقال: وروى عبد الله بن داود الخريبي عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء. ترك يزيد بن سمرة من الإسناد.
قال ابن حجر «التلخيص الحبير» (٥/ ٢٣٠٠ - ٢٣٠١): وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي «الْعِلَلِ»، وَهُوَ مُضْطَرِبُ الْإِسْنَادِ، قَالَهُ المنذري، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» بِغَيْرِ إسْنَادٍ.
قال الدارقطني في «العلل» (٦/ ٢١٦): يرويه عاصم بن رجاء بن حيوة واختلف عنه فرواه عنه أبو نعيم عن عاصم بن رجاء بن حيوة عمن حدثه عن كثير بن قيس. ورواه عبد الله بن داود الخريبي عن عاصم فقال: عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، وداود هذا مجهول.
ورواه محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم بن رجاء عن كثير بن قيس لم يذكر بينهما أحداً، وعاصم بن رجاء ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء، ولا يثبت.
ورواه الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء وليس بمحفوظ. وأخرجه أبو داود رقم (٣٦٤٢)، والبيهقي في «المدخل» رقم (٣٤٨) وفي إسناده شبيب بن شيبة مجهول.
وانظر - غير مأمور - كلام الترمذي بعد رقم (٢٦٨٢) وكلام البزار، و «فتح الباري» (١/ ١٩٣)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٨١)، وابن عبد البر في «الجامع» بعد رقم (١٧٠).
والفقرة الأولى يشهد لها ما أخرجه مسلم (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة وفيه: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ الله بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجنَّةِ».
وقوله: «العلماء ورثة الأنبياء» يشهد له قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ [فاطر: ٣٢].

<<  <   >  >>