بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
قال الشيخ الإمام الأديب الأوحد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الهواري الأندلسي المرّي، متعنا الله بحياته، بمنه وكرمه:
لك الحمدُ موصولا لدى السر والجهر ... على نعمة العلم الحقيقة بالشكر
ونهدي إلى الهادي النبي محمد ... أتم صلاة، نشرها أطيب النشر
نعم بها آل الرسول وصحبه ... بدور الهدى والأسد في موقف الذعر
وبعد، فإن العلم أشرف رتبة ... وأعلى وأغلى في النفوس من الدر
وحفظ لغات العرب وأنفس حلية ... تحلى بها الإنسان في مبدأ الأمر
فذلك مفتاح العلوم بأسرها ... ولولاه لم يعلم بما جاء في الذكر
وتمييزك المقصور مما تمده ... أكيد فكن في علمه ماضي الفكر
وقد ألفوا في ذاك أشياء لا تفي ... بشرح فأسمى أمرها مبهم الأمر
ولابن دريد فيه أحلى قصيدة ... ولكنه قد جاء من ذاك بالنذر
وألف فيما قد ذكرت ابن مالك ... فجاء به نظما على مسلك وعر
وإني قد أنشأت منها قصيدة ... أتم وأندى في الصباح من الزهر
ولا لفظة إلا أتيت بشرحها ... فقد وضحت للذهن أجلى من البدر
وهذا ابتداء القول فيما أريده ... على مسلك سهل الطريق لمن يسري
ونسأل رب العرش توفيقنا لما ... يعود بأجزال المثوبة والأجر