للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن ماكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله وتفننًا في علله وأسانيده وعلمًا بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه. ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله (١).

قال ابن الجوزي: وكان في الخطيب شيئان:

أحدهما: الجري على عادة عوام المحدثين في الجرح والتعديل فإنهم يجرحون بما ليس بجرح وذلك لقلة فهمهم.

والثاني: التعصب على مذهب أحمد وأصحابه (٢).

قال إسماعيل بن أبي الفضل القومسي: ثلاثة من الحفاظ لا أحبهم لشدة تعصبهم وقلة إنصافهم؛ الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر الخطيب.

قال ابن الجوزي: لقد صدق إسماعيل (٣).

قال الذهبي: تكلم فيه بعضهم، وهو وأبو نعيم وكثير من علماء المتأخرين لا أعلم لهم ذنباً أكبر من روايتهم الأحاديث الموضوعة في تأليفهم غير محذرين منها، وهذا إثمٌ وجنايةٌ على السنن فالله يعفو عنا وعنهم (٤).

وتدليس الخطيب يأتي إن شاء الله في ترجمة العتيقي.


(١) في «تذكرة الحفاظ» (٣/ ٢٢١).
(٢) «المنتظم» (٨/ ٢٦٨) وهذا فيه تحامل على الخطيب كما أفاده الذهبي في «السير» (١٨/ ٢٨٩).
(٣) «المنتظم» (٨/ ٢٦٩).
(٤) «الرواة الثقات» (١/ ٥١).

<<  <   >  >>