فسبحان من أوحى إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بهذا قبل أن يخلق هؤلاء المتمردين في بطون أمهاتهم.
وتالله لولا ضبط السُّنة للعبادات، وبيانها لكثير من أحكام المعاملات؛ لأصبح الدين مهزلة لكل متفكهٍ، وملعباً لكل مغرض، يصلّون كما يشاؤون، ويطوفون بالبيت كما يرغبون، ويصومون ويزكّون كما يشتهون, ويأكلون ما حرم الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بدعوى أن هذا غير محرم في القرآن.
وهكذا تعرضت الأديان السابقة للتغيير والتبديل، فتفرقوا طوائف في الدين نفسه حتى أصبحت كل طائفة من أصحاب الدين نفسه، لها طقوسها، ولها كيفيات مختلفة في عباداتها، بل لها عقائد مختلفة عن غيرها، كل ذلك؛ لعدم التأسي بالأنبياء، ولإحداث البدع والمحدثات.