للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله في (باب ما غلطت العامةُ في لفظه ومعناه) (١): (ويقولون: نَقاوة القَمْح، يذهبون إلى غَلَثِهِ الذي يُطرحُ منه. وإنَّما ذلك نُفَايتُهُ، بالفاء. فأمَّا نُقاوةُ كلّ شيء فهو خِيارُهُ، بضمِّ النون).

قال الرادّ: وهذا خطأ منه، لم تغلطِ العامةُ في معنى النَّقاوة، وإنَّما غَلِطوا في لفظِها، بزيادة الواو خاصة، فقالوا: نَقاوة. والصواب: نَقاة، بغير واو، وهي ما يُطرح من الطعام عند تنقيتِهِ، قال أبو عُبَيْد في (الغريب المصنَّف) (٢): قال الأمويّ: النَّقاء ما يُلقَى من الطعام ويُرمى به. والنُّقاوةُ: خيارُه. وقد حكَى ذلك غير أبي عُبَيْد.

فأمَّا النُّفاية، بالفاء، فلفظةٌ أُخرى تقعُ على الرديء من المتاع والطعام وغير ذلك، وليست من النَّقاة في شيء، لأنَّ النفاية اسمٌ للرديء، والرديء قد ينتفعُ به ويُؤكل. والنَّقاة: اسم لما يُطرح ولا يُؤكل، فهذان مختلفان.

قال الرادّ: وقولُ عامَّةِ زمانِنا فيما يُطرح من الطعام عند تنقيته: النَّقا، لَحْنٌ، وإنَّما يُقال له: النَّقاة، كما قدَّمنا.

* * *

وقوله (٣): (وبعضهم يقولُ: دَيْباج، والصواب: دِيباج، بكسر الدّال).


(١) تثقيف اللسان ٢٢٥.
(٢) الغريب المصنف ١/ ٢٠٨ (طبعة تونس).
(٣) تثقيف اللسان ٢٤٥.

<<  <   >  >>