للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣٨ - وقولهم: لا تَكُنْ حُلْوًا فتُؤكَل ولا مُرًّا فتُبْصَق.

وإِنَّما وَقَعَ: لا تكُنْ حُلْوًا فَتُسْتَرَط ولا مُرًّا فتُعْقَى (١). ومعنى تُعقى: تُلْفَظُ مِن المرارةِ، يُقالُ: قد أَعْقَى (٢) الشَّيءُ: إذا اشتدَّتْ مرارتُهُ. وقيل: معنى تُعقى: تُلفَظُ بالعُقْوَةِ، والعُقْوَةُ: ساحةُ الدارِ.

٣٩ - وقولهم: إذا بَلَغَ العَدُوُّ في الماءِ إلى رُكْبَتَيْهِ فاتْرُكْهُ، [فإن بلغَ إلى صدرِهِ فاتركْهُ]، فإِنْ بَلغَ إلى حَلْقِهِ فَغَرِّقْهُ.

هو مأخوذٌ من معنى قولِ الشاعرِ، وهو ابنُ حَبْنَاءَ التميميّ (٣):

إذا المرءُ أَوْلاكَ الهوانَ فأَوْلِهِ ... هَوانًا وإِنْ كانتْ قريبًا أواصِرُهْ

فإِنْ أَنْتَ لم تَقْدِر على أَنْ تهينَهُ ... فذَرْهُ إلى اليومِ الذي أَنْتَ قادِرُهْ

وقارِبْ إذا ما لم تكن لك حيلةٌ ... وصمِّمْ إذا أَيْقَنْتَ أَنَّكَ عاقِرُهْ

٤٠ - وقولهم:

يريدُ المرءُ أنْ يُؤتَى مُناهُ ... ويأبَى اللهُ إلَّا ما يريدُ

وإِنَّما وَقَعَ:

يريدُ المرءُ أنْ يُؤتَى مُناهُ ... ويأبَى اللهُ إلَّا ما أرادا


(١) الأمثال لأبي عبيد ٢١٩، وجمهرة الأمثال ٢/ ٣٧٧.
(٢) في نشرة الأهواني: عقى.
(٣) شعره: ١٨٥ (مجلة المورد، المجلد العاشر، ع ٣ - ٤). والمغيرة بن حبناء، من شعراء الدولة الأموية.

<<  <   >  >>