للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهو عجزُ بيتٍ لأبي الزوائد الأعرابي (١)، وتزوج امرأة فَوَجَدَها عجوزًا، فقال:

عجوزٌ تُرَجِّي أنْ تكونَ فَتِيَّةً ... وقد لَحِبَ الجنبانِ واحْدَوْدَبَ الظَّهْرُ

تدسُّ إلى العطارِ سِلْعَةَ أَهلِها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أَفْسَدَ الدَّهْرُ

٥١ - وقولهم: على قَدْرِ كسائك مُدَّ رِجْلَيْكَ.

وإِنَّما وَقَعَ: على قَدْرِ الكساءِ فمُدَّ رِجْلَك. وهو عجزُ بيتٍ، وقبله:

إذا ما كنتَ ملتحفًا كِساءً ... ولم يكنِ الكساءُ يعمُّ كلَّكْ

فلا تتمدَّدَنْ فيه ولكنْ ... على قَدْرِ الكساءِ فمُدَّ رِجْلَكْ

٥٢ - وقولهم: ليسَ لكرامةِ الدجاجةِ غُسِلَتْ رجْلاها.

وإِنَّما وَقَعَ: ليسَ من كرامةِ الديكِ تُغْسَلُ رِجْلاه. وهو معنى قول المتنبي (٢)، وإنْ خالفَ اللفظَ (٣):

إذا ضربَ الأميرُ رِقابَ قومٍ ... فما لكرامةٍ مَدَّ النطُوعَا

يريدُ أنَّهُ لا يمدُّ النطوعَ لكرامةٍ، بل لهوانٍ، كما أنَّ غسلَ رِجْلَي الديك ليس لكرامةٍ له.


(١) بلا عزو في الكامل ٢٦٩، والعقد الفريد ٣/ ٤٥٧.
(٢) ديوانه ٢/ ٢٥٤.
(٣) في نشرة الأهواني: لفظه.

<<  <   >  >>