للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَامَ الْخَادِمُ مُتَمَشِّيًا، حَتَّى دَخَلَ بَيْتًا قَدْ فُرِشَ بِالأَرْمَنِيِّ، فَدَخَلَ الشَّافِعِيُّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا حَلالٌ، وَذَاكَ حَرَامٌ، وَهَذَا أَحْسَنُ مِنْ ذَاكَ وَأَكْثَرُ ثَمَنًا مِنْهُ، فَتَبَسَّمَ الْخَادِمُ، وَسَكَتَ

قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو ثَوْرٍ، قَالَ: " أَرَادَ الشَّافِعِيُّ الْخُرُوجَ إِلَى مَكَّةَ، وَمَعَهُ مَالٌ، فَقُلْتُ لَهُ - وَقَلَّمَا كَانَ يُمْسِكُ الشَّيْءَ مِنْ سَمَاحَتِهِ -: يَنْبَغِي أَنْ تَشْتَرِيَ بِهَذَا الْمَالِ ضَيْعَةً، تَكُونُ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ.

فَخَرَجَ ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الْمَالِ مَا فَعَلَ بِهِ؟ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ بِمَكَّةَ ضَيْعَةً يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْتَرِيَهَا لِمَعْرِفَتِي بِأَصْلِهَا، أَكثَرُهَا قَدْ وُقِفَتْ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ

<<  <   >  >>