للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تَرَى بَعَرَ الصِّيْرانِ في عَرَصَاتِهَا ... وقِيْعَانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

شبه بَعَر الغُزْلانِ بالفُلْفُلِ في سَوَادِهِ وصِغَرِهِ، وإِنْ كانَ الفُلْفُلُ مُسْتَطِيْلاً، فَقَد وَقَعَ التَّشْبِيْهُ في ثَلَاثِة أَشْيَاءَ: اللَّوْنُ والكَمِّيَّةُ والكَيْفِيَّةُ، وهما المِقْدارُ والشَّكْلُ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:

كَأَنِّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلوا ... لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

يَعْنِي: كاسِرَ الحَنْظَلِ بِيَدِهِ، فَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ، ومُرَادُهُ: أنَّهُ يَبْكي لِفِراقِهِمْ، وكَذَلِكَ البَصَلُ والخَرْدَلُ، مَنْ قرَّبَهُ مِنْ عَيْنِه دَمَعَتْ، ويُقَالُ: إِنَّ مُخَادِعي الوُعَّاظِ يَنْقَعونَ مَنَادِيْلَهُم في الخَرْدَلِ،

<<  <   >  >>