لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً ... بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً ... والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها ... في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ ... هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد ... رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً ... صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً ... تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه ... نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها ... عن مسمعيك وليس الحبس من راء
وقال علائية يمدح ابن فضل الله
الكامل
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه ... سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى ... فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي ... روح تمنى أن يطولَ بقاؤه
إن ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ ... روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربَّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه ... والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني إلى القبل التي ... قد كان يقنعني بها إيماؤه
ومضيق ضمّ لو دراهُ معذِّبي ... ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحدًا ... كالنظم شدَّدَ حرَفهُ علماؤه
أفدي الذي هو في سناهُ وسطوهِ ... بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا ... متغزلاً في خدِّه وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ ... قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي ... سيلٌ وأقوالُ الوشاةِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرُهُ ... للواصفين مديدةٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدةً ... بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا ... متشيعٌ يسري إليه ولاؤه